الكمأة (الفقع)
وصفها:
الكمء – لفظ مفرد جمعه كمأة وأكمؤ، وهو اسم جنس فطور من رتبة (الزِّقيات)، والفصيلة (الكمئية)، لا ورق له ولا جذر، ينمو في الصحارى، وتحت أشجار البلوط، في باطن الأرض، على عمق يتراوح بين 16-19 سنتيمتراً، وبين حجم البندقة والبرتقال – على حسب أنواعها -، ورائحتها عطرية.
والكمأة تكون في الأرض من غير أن تزرع، والكمأة مخفية تحت الأرض، ومادتها من جوهر أرضي بخاري محتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء، وتنميه أمطار الربيع، فيتولد ويندفع نحو سطح الأرض متجسدا، ولذلك يقال لها: جدري الأرض، تشبيها بالجدري في صورته ومادته، لأن مادته رطوبة دموية، فتندفع عند سن الترعرع في الغالب، وفي ابتداء استيلاء الحرارة، ونماء القوة.
سبب التسمية:
سميت كمأة لاستتارها، ومنه كمأ الشهادة: إذا سترها وأخفاها، وتسمى الكمأة باسم (بنت الرعد) لأنها – كما يقال – تكثر في أوقات الصواعق والبروق والأنواء الجوية، فصحفها بعضهم إلى (نبات الرعد)،
أنواعها:
وأنواعها بحسب لون جلدها ثلاثة: الأسود والأبيض والأحمر .
فالكمأة السوداء: -وتسمى الفقعة- توجد في مناطق البحر الأسود، وتستعمل لتخدير النحل وقت جني العسل، وهي أهم الأجناس.
والكمأة البيضاء: قليلة القيمة.
والكمأة الحمراء: قليلة الوجود، ولذا كان استعمالها محدوداً.
من منافعها:
وماء الكمأة من أصلح الأدوية للعين، إذا ربي به الإثمد، واكتحل به، فإن ذلك يقوّي الأجفان، ويزيد في الروح الباصر، وفيه قوّة وحدّة، ويدفع عنها نزول الماء.
= تجربتين في العلاج بالكمأة:
– الكمأة اليابسة إذا سحقت وعجنت بماء، وخضب بها الرأس، نفعت من الصداع العارض قبل وقته (مجرب).
– وإذا جففت وسحقت وعجنت بغراء السمك محلولاً في خل، نفعت من قيلة الصبيان المعائية، ومن نتوء سررهم، ومن الفتوق المتولدة عليهم (مجرب).
الكمأة في الطب القديم:
تحدث الأطباء العرب كثيراً عن الكمأة، ومما قالوه فيها: هي مما يوجد في الربيع، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً، وهي من أطعمة أهل البوادي، وتكثر بأرض العرب، وأجودها ما كانت أرضها رملية قليلة الماء، وهي أصناف، منها:
– صنف قتّال، يضرب لونه إلى الحمرة، يحدث لأجله الاختناق، وهي رديئة للمعدة، بطيئة الهضم، إذا أدمنت أورثت القولنج، والسكتة والفالج، ووجع المعدة، وعسر البول. والرطبة أقل ضرراً من اليابسة، ومن أكلها فليدفنها في الطين الرطب، ويسلقها بالماء والملح والصعتر، ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة، لأن جوهرها أرضي غليظ، وغذاؤها رديء، لكن فيها جوهر مائي لطيف، يدل على خفتها.
والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار، وماؤها أصلح الأدوية للعين.
الكمأة في الطب الحديث:
و في الطب الحديث وجد في تحليل تركيبها أن فيها:
– من البروتين نحو 9%.
– ومن النشويات والسكريات 13%.
– ومن الدسم 1%.
– وفيها من المعادن: الفوسفور، الكالسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم، وهي غنية بفيتامين ب.
وتفوق في تنشيط القوة الجنسية جميع أنواع الفطور، وتحتوي الكمأة على كمية من النيتروجين، بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن.
والكمأة النيئة عسرة الهضم، وإذا طبخت – جيداً- تصبح سهلة الهضم، سائغة الطعم.
محاذير:
تمنع الكمأة عن المصابين بأمراض التحسس: كالشرى، والحكة، وبعض العلل الجلدية، وعن المصابين بعسر الهضم، وآفات المعدة والأمعاء.
————-
المصادر:
– قاموس الغذاء والتداوي بالنبات-احمد قدامة.
–الطب النبوي ابن القيم.
–الجامع لمفردات الأدوية والأغذية- لابن البيطار.