الرطب والولادة
– قال تعالى: ((فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً)) [سورة مريم]
– قال القرطبي في قوله تعالى: (رُطَباً جَنِيّاً): لم يجف، ولم ييبس، ولم يبعد عن يدي مجتنيه.
– وينقل عن الربيع ابن خيثم قوله: ما للنفساء عندي خير من الرطب لهذه الآية، ولو علم الله سبحانه شيئاً أفضل من الرطب لأطعمه مريم، لذلك قالوا: التمر عادة للنفساء منذ ذلك الوقت، وقالوا: إذا عسر ولادها، لم يكن خير لها من الرطب.
– لقد هيأ الله تعالى الشراب والغذاء المناسبين للسيدة العذراء الماخض، فأمرها ان تأكل من الرطب الجني الغني بالسكريات، وخاصة سكر العنب السريع الامتصاص، والذي لا يحتاج إلى هضم، ويطلق طاقة ممتازة.
– كذلك أمرها أن تشرب من السريّ، فكأنها تتناول محلول الجلوكوز بالماء، وهذا ينصح به الأطباء في يومنا هذا، ينصحون الماخض وهي في حالة ولادة أن تُعطى سوائل سكرية، وقد سبقهم القرآن بذلك بألف وأربعمائة سنة.
– إن أحدث بحث علمي عن الرطب يقول أن: فيه مادة قابضة للرحم، تساعده على الولادة، وتساعد على منع النزيف بعد الولادة.
– ويقوي الرطب الرحم، وزيادة فترة انقباضاته، وقد أشار الله على مريم أن تأكل البلح فيغذيها من جهة، ويزيد من انقباض الرحم بانتظام، فتضع وليدها بسهولة من جهة أخرى.
– وقد جاءت الأبحاث الخيرة لتكشف عن آثار الرطب والتي تعادل آثار العقاقير الميسِّرة لعملية الولادة، والتي تكفل سلامة الأم والجنين معاً، وانقباض الرحم بعد الولادة يمنع النزيف الحاصل بها، ويعود بالرحم إلى حجمه ومكانه الطبيعي قبل الحمل.
——————
– المصدر: معجزة الشفاء بالكمأة والتمر والحناء- د. ماجدة النجار