روى ابن أبي شيبة في مسنده، من حديث عبدالله بن مسعود، قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه، فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: (( لعن الله العقرب، ما تدع نبياً ولا غيره ))، قال: ثم دعا بإناء فيه ملح وماء، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء الملح، ويقرأ : (( قل هو الله أحد )) والمعوذتين حتى سكنت .(1)
ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركب من الأمرين : الطبيعي والإلهي..
فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيدالعلمي الإعتقادي، وإثبات الأحديه لله، ففي اسمه الصمد إثبا كل الكمال، وفي نفي الكفء التنزيه عن التشبيه والمثال، وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال، وهذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد.
وفي المعوذتين الإستعاذة من كل مكروه جملةً وتفصيلاً،فإن الإستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه، سواء كان في الأجسام أو الأرواح.
وأما العلاج الطبيعي فيه: فإن في الملح نفعاً لكثير من السموم، ولا سيما لدغة العقرب، قال صاحب “القانون”: يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب، وذكره غيره أيضاً. وفي الملح من القوة الجاذبية المحللة، ما يجذب السموم ويحللها، ولما كان في لسعها قوة قوة نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج، جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة، والملح الذي فيه جذب وإخراج، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله، وفيه تنبيه على أن علاج هذا الداء : بالتبريد، والجذب والإخراج، والله أعلم. (2)
——————————
(1)صحيح ابن أبي شيبة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
(2) منقول من كتاب “الطب النبوي” لابن القيم رحمه الله تعالى