الطَلْعٌ وماورد في ذكر فوائده

الطَلْعٌ وماورد في ذكر فوائده

الطَلْعٌ: قال تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}[ق: 10] ، وقال تعالى: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ}[الشعراء : 148]

طلعُ النخل: ما يبدو من ثمرته فى أول ظهوره، وقشرُه يسمى الكُفُرَّى، و((النضيدُ)): المَنْضود الذى قد نُضِّدَ بعضُه على بعض، وإنما يُقال له

((نضيدٌ)) ما دام فى كُفُرَّاه، فإذا انفتح فليس بنضيد.

وأما ((الهضيم)): فهو المنضم بعضُه إلى بعض، فهو كالنضيد أيضاً، وذلك يكون قبل تَشَقُّقِ الكُفُرَّى عنه.

والطلع نوعان: ذكرٌ وأُنثى، والتلقيح هو أن يُؤخَذ من الذكر وهو مثلُ دقيق الحِنطة فيُجعل فى الأُنثى، وهو ((التأْبِير))، فيكون ذلك بمنزلة اللقاح بين الذكر والأُنثى.

وقد روى مسلم فى ((صحيحه)): عن طلحةَ بن عُبيد الله رضى الله عنه، قال: ((مررتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نخلٍ، فرأى قوماً يُلَقِّحُونَ، فقال: ((ما يصنعُ هؤلاء)) ؟ قالوا: يأخُذون من الذكر فيجعلونه فى الأُنثى. قال: ((ما أَظُنُّ ذلك يُغنى شيئاً))، فبلغهم، فتركوه، فلم يَصْلُحْ، فقال النبىُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنما هُوَ ظََنٌ، فإن كان يُغنى شيئاً، فاصنَعوهُ، فإنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وإنَّ الظَنَّ يُخطِئٌ ويُصيبُ، ولكنْ ما قلتُ لكم عنِ الله عَزَّ وجَلَّ، فلن أكذِبَ على اللهِ)).. انتهى.

طلعُ النخل ينفع من الباه، ويَزيد فى المُباضَعة. ودقيقُ طلعه إذا تحمَّلتْ به المرأةُ قبل الجِماع أعان على الحَبَل إعانةً بالغة، وهو فى البرودة واليُبوسة فى الدرجة الثانية، يُقَوِّى المَعِدَة ويُجفِّفها، ويُسَكِّن ثائرة الدم مع غلظةٍ وبطءِ هضم.

ولا يحتمِلُه إلا أصحابُ الأمزجة الحارَّة، ومَن أكثرَ منه فإنه ينبغى أن يأخذ عليه شيئاً من الجُوَراشات الحارَّة، وهو يَعقِلُ الطبع، ويُقوِّى الأحشاء، والجُمَّارُ يجرى مجراه، وكذلك البلحُ، والبُسْرُ، والإكثارُ منه يضرُّ بالمَعِدَة والصدر، وربما أورث القُولَنْج، وإصلاحُه بالسمن، أو بما تقدَّم ذكرُه.