السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ماهي الطريقة الصحيحة لغسل العائن للمريض؟ وكم مرة يفعلها المريض إذا عرف العائن؟ وماهي الأشياء التي بها يعرف المريض أنه شفي؟ ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنصحك بقراءة ما ذكره بن قيم الجوزية قدس الله روحه في كتبه زاد المعاد، يقول: ومنها: أن يؤمر العائن بغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره، وفيه قولان: أحدهما : أنه فرجه. والثاني : أنه طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده من الجانب الأيمن، ثم يصب على رأس المعين من خلفه بغتة، وهذا مما لا يناله علاج الأطباء، ولا ينتفع به من أنكره، أو سخر منه، أو شك فيه، أو فعله مجرباً لا يعتقد أن ذلك ينفعه.
وإذا كان في الطبيعة خواص لا تعرف الأطباء عللها البتة ، بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعل بالخاصية ، فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من الخواص الشرعية ، هذا مع أن في المعالجة بهذا الإستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة ، وتقر لمناسبته ، فاعلم أن ترياق سم الحية في لحمها ، وأن علاج تأثير النفس الغضبية في تسكين غضبها ، وإطفاء ناره بوضع يدك عليه ، والمسح عليه ، وتسكين غضبه ، وذلك بمنزلة رجل معه شعلة من نار ، وقد أراد أن يقذفك بها ، فصببت عليها الماء ، وهي في يده حتى طفئت ، ولذلك أمر العائن أن يقول : اللهم بارك عليه ليدفع تلك الكيفية الخبيثة بالدعاء الذي هو إحسان إلى المعين ، فإن دواء الشئ بضده . ولما كانت هذه الكيفية الخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد ، لأنها تطلب النفوذ ، فلا تجد أرق من المغابن ، وداخلة الإزار ، ولا سيما إن كان كناية عن الفرج ، فإذا غسلت بالماء ، بطل تأثيرها وعملها ، وأيضاً فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص .
والمقصود : أن غسلها بالماء يطفئ تلك النارية ، ويذهب بتلك السمية.
أقول وسمعت الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله أنه جرب أن يغسل العائن وجهه وكفيه إلى مرفقيه، ويرش بها المعيون فاستفاد منها.
ويمكن تكراره ومرة واحده تكفي بإذن الله، ويعرف المريض بشفائه إذا زالت العلة التي كان يشكو منها، أو رجوعه إلى طبيعته قبل أن يصاب بالعين، والله أعلم.
شفاك الله وعافاك ..
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أجاب عنها : الشيخ علي الهاجري